القائمة الرئيسية

الصفحات

جرعة من الموسيقى الكلاسيكية لصحة نفسية أفضل

أوراق-تك جرعة من الموسيقى الكلاسيكية لصحفة نفسية أفضل

   من منا لا يحب الموسيقى وخاصة الكلاسيكية منها، إن الموسيقى لغة العالم تشترك جميع الثقافات بصناعتها من الأكثر بدائية الى الأكثر تقدماً، فنحن البشر نسمع ونرقص ونغني ونتمايل على أنغام الموسيقى أياً كان نوعها.
فالجهاز العصبي والدماغ البشري يعملان معاً لتمييز الموسيقى عن الضوضاء والضجيج وتميز الإيقاعات والألحان والتكرار في النغمات وغيرها، هل هذا الأمر عبارة عن صدفة أم له هدف؟ الكثير من الدراسات تشير الى أن الموسيقى قد تعزز الصحة النفسية للإنسان وأدائه.

الموسيقى الكلاسيكية والصحة النفسية

تشير الدراسات التي تستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي إلى أن الشبكات العصبية في أجزاء مختلفة من الدماغ تتحمل المسؤولية الأساسية عن فك وتفسير الخصائص المختلفة للموسيقى، على سبيل المثال منطقة صغيرة في الفص الصدغي الأيمن ضرورية لإدراك درجة الصوت التي تشكل أساس اللحن والحبال (عدة نغمات تبدو في نفس الوقت) والانسجام (لحنان أو أكثر في نفس الوقت) هناك مركز آخر قريب مسؤول عن فك جرس التشفير وهو الجودة التي تسمح للدماغ بالتمييز بين الأدوات المختلفة التي تلعب نفس النغمة وجزء مختلف من الدماغ (المخيخ) يعالج الإيقاع، والفصوص الأمامية تفسر المحتوى العاطفي للموسيقى. والموسيقى القوية بما يكفي لتكون "وخز في العمود الفقري" يمكن أن تضيء "مركز المكافأة" في الدماغ، مثل المنبهات الممتعة الأخرى مثل الشوكولا.
على الرغم من أن كل دماغ بشري سليم يمكنه أداء جميع المهام المعقدة اللازمة لإدراك الموسيقى، فإن أدمغة الموسيقيين أكثر توافقاً مع هذه المهام، بينما قد يعاني المرضى الذين يعانون من تلف في الدماغ من عيوب ملحوظة في الموسيقى واداركها.

تأثيرات الموسيقة:

للموسيقى تأثيرات كبيرة على العديد من جوانب الصحة، بدءاً من الذاكرة والمزاج إلى وظيفة القلب والأوعية الدموية والأداء الرياضي، نذكر منها:

التواصل مع عواطفنا:

أحد أهم قوى العلاج النفسي هو التواصل البشري، إن العثور على أشخاص آخرين يمرون بنفس الأشياء والمشاعر التي نمر بها هو أحد أكثر الطرق فعالية للتغلب على أي تحدي قد نعاني منه. تشير الخبرات الى أن الموسيقى الحزينة تخدم نفس الغرض، فالموسيقى الحزينة تؤكد عواطفنا من الحزن أو الوحدة أو الألم. وعندما نستمع إليها فإن ذلك يساعدنا على الشعور بالاتصال مع جميع أولئك الذين عانوا من نفس المشاعر، والتي يمكن أن تكون مريحة للغاية.

تعزيز الإنتاجية:

وجدت مجلة علم النفس التجريبي التطبيقية أن ملل الشخص وتعقيد المهمة التي يجب عليه تنفيذها قد يعقدان عليه المهمة بحد ذاتها وهكذا تقول كاثرين جاكسون، عالمة النفس الإكلينيكية المرخصة أن الأبحاث تقترح أن الاستماع إلى الموسيقى يساعد في تسهيل المهام المتكررة والمعقدة وهذا هو السبب في أنه ينصح أحياناً بالاستماع إلى الموسيقى في العمل أو أثناء إكمال الأعمال المنزلية.

تخفيف التوتر والقلق:

وجد طبيب الأعصاب الدكتور مايكل شنيك أن الموسيقى الكلاسيكية تساعد في تخفيف القلق، وجدت الدراسات أن الموسيقى تساعد على خفض مستويات الكورتيزول، المرتبطة بالإجهاد وينص منشور لوتولاند حول كيف أن الموسيقى جيدة للصحة حيث أنه يزيد من تدفق الدم بنسبة 26 ٪ والضحك بنسبة 16 ٪ والاسترخاء بنسبة 11 ٪، في إحدى الممارسة السريرية على 180 مريض وجدت أن الاستماع إلى الأصوات الطبيعية والموسيقى التركية أو الغربية الكلاسيكية ساعد في تقليل القلق عن طريق خفض مستويات الكورتيزول وضغط الدم ومعدل ضربات القلب، ففي حين أدت جميعها إلى سمات إيجابية، أثبتت الموسيقى التركية الكلاسيكية أنها الأكثر فعالية في تخفيف التوتر والقلق.

بناء وتعزيز العلاقات الاجتماعية:

 تسمح لك الموسيقى بالتواصل مع الآخرين الذين يشاركونك نفس المذاق فالذهاب لمشاهدة أوبرا أو حفلة موسيقية هي تجربة فريدة من نوعها مفيدة لبناء علاقات جديدة وتعزيز القديمة منها.

تحسين المزاج:

 تساهم الموسيقى في رفع المعنويات وتحسين المزاج، وخاصة الموسيقى المبهجة والمشرقة التي تشعر الناس في كافة الأعمار بالسعادة والنشاط واليقظة.

تخفيف الألم:

في دراسة حديثة تم توجيه المرضى الذين يخضعون لجراحة العمود الفقري للاستماع إلى الموسيقى المختارة ذاتياً في المساء قبل الجراحة وحتى اليوم الثاني بعد الجراحة عند قياس مستويات الألم بعد الجراحة، كانت هذه المجموعة تعاني من ألم أقل بكثير من المجموعة الضابطة التي لم تستمع إلى الموسيقى. ليس من الواضح بعد لماذا قد تخفف الموسيقى الألم، على الرغم من أن تأثير الموسيقى على إطلاق الدوبامين قد يلعب دوراً. إضافةً الى ارتباط التوتر والألم ارتباطاً وثيقاً، لذلك قد تؤثر الموسيقى في تقليل الضغط جزئياً.

أقيمت دراسة من ولاية ويسكونسن 45 مريض كانوا يعانون من نوبات قلبية خلال ال 72 ساعة السابقة، كان جميع المرضى لا يزالون في وحدة العناية المركزة ولكنهم مستقرون سريرياً، تم تقسيم المرضى بشكل عشوائي منهم من استمع إلى الموسيقى الكلاسيكية ومنهم تابع ببساطة الاجراءات الروتينية، وقد تم رصدهم عن كثب خلال المحاكمة التي استمرت 20 دقيقة، بمجرد أن بدأت الموسيقى أظهر المرضى الذين كانوا يستمعون انخفاضاً في معدل ضربات القلب ومعدلات التنفس ومتطلبات قلوبهم للأكسجين واستمرت التحسينات القلبية الوعائية المرتبطة بالموسيقى لمدة ساعة على الأقل بعد توقف الموسيقى، وأظهر الاختبار النفسي أيضاً مستويات أقل من القلق.

بصرف النظر عما ذكر سابقاً يمكن للموسيقى الكلاسيكية أن تجعلنا أكثر ذكاءً ونشاطاً واسترخاءً وحتى أكثر راحة وسعادة وهو ما يساهم في تحسين الصحة النفسية.

إعداد تالة حوراني - أخصائية نفسية


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق
  1. الموسيقى الكلاسيكية ومثلها التركية وأغاني أم كلثوم، ياس خضر وناظم الغزالي وغيرهم ممتازة لزيادة أثناءالتركيز أثناء الدراسة أوالقراءة بشكل عام. بشرط يكون الصوت بين الوسط والمنخفض طبعًا.

    ردحذف
    الردود
    1. شكراً على مشاركتنا رأيك ونتمنى مرورك الدائم ...

      حذف

إرسال تعليق

* نهتم بمشاركتنا رأيك في الموضوع

التنقل السريع