القائمة الرئيسية

الصفحات

حياة بلا ألم.. حقيقة أم مجرد خيال

حياة بلا ألم - أوراق مجتمع

هناك توهم نفسي غريزي لدينا وهو اعتقادنا بأننا أتينا إلى هذه الدنيا لنكون سعداء، والسؤال هو: 

هل هناك حياة بلا ألم؟

طوال حياتنا نعاني من الذكريات الأليمة، فإذا بنا نبتلى في أنفسنا وفي معارفنا وفي مالنا، ونذوق كل ألوان الألم، ورغم كل ذلك لا نملك أن نجعل أنفسنا نعتقد بأن هذه الدنيا عالم الآلام والهموم، ودائماً ما نقول بيننا وبين أنفسنا كلا ثم كلا لا ينبغي أن تصيبني هذه الحوادث ولن أستطيع أن أتحملها، ولكن ما يحدث هو العكس حيث أننا نعيش حياتنا ونحن في قلب الآلام والهموم ومع أننا كثيراً ما نشعر بخيبة الأمل واللوم على أنفسنا مرات لا تعد ولا تحصى إلا أننا نتجاوز كل ذلك ومرة أخرى نعود إلى الآلام والهموم أضعاف ما عشناه ولكن في كل مرة لا نريد الإقرار بالبلاء.

(مهما تخدع نفسك فلا حياة بلا ألم)

 اجعل هذه الجملة قاعدتك الأولى دائماً. فكما قال الله سبحانه وتعالى في الآية الكريمة {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين}، فتبتلى بأولادك أو تبتلى بزوجتك أو تبتلين بزوجك الذي تحب حباً جماً وقد يكون البلاء في أموالك أو أغراضك التي تستنزف جسدك وعافيتك في تجميعها ليلاً نهاراً، وقد يكون البلاء في صحتك فقد كنت تقول بالأمس (أنا بصحة جيدة)، ولكن اليوم أنت مريض وكذا وكذا..

 هل يوجد في العالم أحد بلا ألم يشغل رأسه؟

 (لا يوجد في العالم إنسان بلا ألم وإن وجد فهو ليس إنسان)، في كل رأس فكرة تشغله، وعلى كل شيء ألف فكرة، لا تخلو ناحية ولا زاوية ولا بيتاً من الألم، وتظن أن العالم كله سعيد إلاّ أنت وأن جميع المشاكل والهموم قد أصابتك، وكأن العالم كله انقض فوق رأسك حتى أنك تظن أن روحك خرجت إلى عالم الهموم، هنا تتجلى الإنسانية ويتضح أننا متميزون عن المخلوقات الأخرى بل إننا منفردون!
الإنسان عجين من المشاكل والهموم، عندما نريد أن نخبز العجين نعجنه أولاً ثم ننتظر ليختمر، كذلك الإنسان لا يعرف حالة عجينه أي (طبعه) إلاّ عندما تصبه المشاكل والهموم، فهل يستوي المخبوز والنيء؟!
كل مشكلة تمر على الإنسان تجعله أكثير نضجاً ويعتاد عليها كلما زادت فيستطيع التعايش معها ويصبح أكثر نضجاً، وأكثر قدرة على التحمل، وأكثر عطفاً على الآخرين، وأكثر تسامحاً معهم إلخ ...

هل تعلم؟

 أنه في بيولوجيا الإنسان شيئاً مثيراً للاهتمام، فعندما نتعرض لأي مشكلة أو أي ألم فإن هذه المشكلة لا تصيبنا بمرض الاكتئاب ولا تميتنا، بل إن هذه المشكلات والآلام تربينا وتنيمنا، فعلى سبيل المثال مجاعة متزنة تصلح جسدنا وتنشط الأليات التصالحية للجسم . أو المشكلات التي ترهق أدمغتنا تسبب تطور أدمغتنا أكثر وينتج خلايا جديدة للمخ. ومثال آخر على ذلك عندما نصاب بأي مرض ويدخل في جسدنا جرثوم أو فيروس نكتسب الخبرة ضدها ونحن بعد ذلك نشفى من المرض ونكون أقوى ونظام المناعة بجسمنا يكون أكثر يقظة. كل هذه الأمثلة في واقع الأمر تثبت بأننا قد جئنا إلى هذا العالم للاشتغال مع المتاعب بالصعوبات وحتى المستحيل.

إن مع العسر يسراً

نحن لسنا من المخلوقات المصممة لحالات خالية من المتاعب وخاصة الإنسان، فهو لم يأتي إلى هذه الدنيا كي يتعرض للمتاعب والهموم فحسب، بل هو أتى إليها ليعيش حياته بأكثر إنتاجية وأكثر نشاط وأكثر حيوية. لكن عليه أن يعرف أن كل هذه المشاكل زائلة وليست باقية أبداً كما وعد الله تعالى في قوله {إن مع اليسر يسرا}، نعم إن مع العسر يسر فالله تعالى يعطي الإنسان يسرين بعد العسر فعندما ترى مشاكلك التي أتعبتك وأحزنتك كثيراً تحولت إلى يسر وسعادة تشعر حينها أنك حزنت عبثاً. فلا تحبس نفسك في الظلام وسط الهموم، واعلم أن الليل يعقبه النهار، وأن لكل نزول صعود، وأن الشبع يأتي بعد الجوع، وأنه لا بد للنوم أن يأتي مهما طال الأرق. 
فلا شك أن المسافر سيعود يوماً ما، والضائع سوف يرجع، والنور سيأتي بعد الظلام،  فالنتيجة تضيق وتضيق ثم تفرج، هكذا هي الحياة..
فأنت كالأنشودة أيها العالم، أغلب الوقت على نغمة الحزن..

إعداد إزدهار رحمو

يمكنكم أيضاً متابعة موضوع السعادة.. متى وكيف نشعر بها؟
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

5 تعليقات
إرسال تعليق
  1. ماشاء لله كلام جميل نحنا بحاجة إلى هذه المعلومات في أيامنا التي نمر بها لكي لا نتعامل مع ابتلاء بأنه نقمة فقد بل يجب علينا أن نصحو إلى مافعلناه ونتعلم ونصلح أخطائنا فقد يكون مانمر به هو نداء من لله تعالى أن نرجع له ولكي يعلم الإنسان أنالا حولا له ولا قوة إلا بالله العلي العظيم أسأل لله تعالى أن يجعلنا ممن صبرو عند ابتلاء بكلمات قدر الله وماشاء فعل

    ردحذف
    الردود
    1. جميل أن تكون مقالاتنا في أوراق مجتمع من واقع الألم أن نكون قد تطرقنا الى بعض مما يعانيه مجتمعنا أن نكون قد لمسنا فيه قلوبكم لنعمل معا في تحقيق كل ماهو مرجو من هذه الصفحة شاكرة لكم آرائكم واهتمامكم

      حذف
  2. كلام رائع 😍
    بتمنالك التوفيق 😘😘

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركم أتمنى التوفيق والنجاح للجميع.....

      حذف
  3. كلام من ذهب، كل المقالات نأخذ منها عبرة وتعلمنا كثير من الأشياء.. شكراً آنسة ازدهار

    ردحذف

إرسال تعليق

* نهتم بمشاركتنا رأيك في الموضوع

التنقل السريع