بينما كنت أتصفح في مواقع التواصل الاجتماعي رأيت منشوراً يتحدث عن زواج رجل ثمانيني بإمرأة ستينية، وانهالت التعليقات المؤذية بكلمات نابية لا يسمح لنا شرعاً بأن نتلفظ بها، ولا يحق لنا كمجتمع الحكم على أي أمر بمفهوم العيب مبتعدين كل البعد عن تطبيق شرع الله عزّ وجل.
الخلط بين العيب والحرام
العيب هو ما عابه الشرع وحرمه، وليس ما عرف بين الناس من عادات وتقاليد ومن هنا ينبغي علينا تنشئة جيل على علم الدين لقوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا). إن ثقافة العيب عند الناس باتت أشد على البعض من الحرام، لذا نرى أن البعض يقصد من العمل بما يليق بمستواه الاجتماعي وما يتقبله منه الناس على حساب عدم مشروعيته في بعض الأحيان ولو كان مستواه الاجتماعي أقل وبرزق حلال لما عمل به خوفاً من نظرة الخلق أكثر من خوفه من الخالق.
الفرق بين العيب والحرام:
العيب:
ينبع من عادات وتقاليد كل مجتمع على حدا، سواء بعمر هذا الزمان أو على حسب الفترة الزمنية الماضية أو الحالية، إن بعض العيب في الماضي قد يكون أمراً عادياً في وقتنا الحاضر، والعيب يستمد قوانينه من قواعد بشرية قد تسمى ذوقاً أو أدباً أو مروءة.
الحرام:
فهو مستمد من شرع الله وواحد في كل المجتمعات، وبالتالي لا يجوز تخطيه بل يجب علينا تجنبه، وفاعله مؤاخذ شرعاً. وبالتأكيد ليس كل عيب حرام، إنما كل حرام هو عيب ولا يجوز القيام به.
وعلى سبيل المثال إذا ارتكب الطفل خطأ معيناً فإننا ننهال عليه بالتوبيخ وننهره مرددين بأن هذا (عيب!). ومن المعترف والصحيح تربوياً إذا مارتكب الطفل خطأ ما أن نقوم بتوعيته وتوجيهه التوجيه السليم كأن يخطئ ويرفع صوته على أبيه مثلاً ففي تلك الحالة لا تقل له فقط (عيب) ولا ترفع صوتك على أبيك دون توجيه وتقويم، لكن علينا أن نرشده ونذكره بالأوامر الإلهية ونبين له فضل الوالدين واحترامهما وطاعتهما واقتران عبادة الله عزّ وجل بطاعة الوالدين فيرسم في ذهنه ووجدانه قدر الوالدين وقيمتهما فيسعى دائماً ويحرص على نيل رضاهما.
يتبع ...
إعداد إزدهار رحمو
يمكنكم متابعة موضوع السعادة.. متى وكيف نشعر بها؟
كلام جميل
ردحذفبالفعل كتير شائعة ظاهرة الخلط بين العيب والحرام
نعم مع الأسف .....نتمنى أن نصل معكم في أوراق مجتمع إلى كل ماهو هادف وبناء لبناء مجتمع سليم
حذف