القائمة الرئيسية

الصفحات

في زمن انعدام الانسانية

(الإنسانية) أعظم من أن تختصر في تعريف فهي كينونتنا وهي ما يميزنا عن باقي مخلوقات الله سبحانه وتعالى فنحن لسنا مجرد أشخاص وإنما جبلنا على كتلة من الأفكار والمشاعر والقيم التي تجعلنا قادرين على التمييز بين الصح والخطأ وبين الحق والباطل، فكيف ستكون الحال لو تجرد شخص من إنسانيته ؟!

في زمن انعدام الإنسانية

لانستطيع القول بأنه سيصبح شبيها بالحيوان لأن الحيوانات لا تحمل شرور البشر فهي لا تقتل لنشوة القتل ولا تصطاد للتسلية ولا تتسلى ببعضها لكي تلهو وتضحك. 

ومن عجائب الزمن ما نراه اليوم من ممارسات لا إنسانية يرتكبها بعض الأشخاص في حق بشر آخرين وفي حق كائنات أخرى إما لأسباب عنصرية أو لقسوة وانعدام الرحمة أو لمجرد التسلية فقد اجتاحت مؤخرا وسائل الإعلام أخبار مؤسفة عن العديد من الحوادث والانتهاكات البشرية التي يندى لها جبين الإنسانية من الصعب تصديق الكثير منها، ولكن مع الأسف يحدث ذلك من قبل الحمقى والوحوش من بني البشر لدوافع أنانية أو للجهل أو لمجرد تفجر الشر في دواخلهم، بينما فطر الإنسان على الخير وخلقه الله سبحانه وتعالى لكي يعمر الأرض لا ليعيث فيها فسادا .

فأين فطرة الإنسان من كل هذا؟!

ما الذي جعل الكثيرين يفقدون كينونتهم وطبيعتهم البشرية ليتحولو إلى كائنات لا ترقى إلى مستوى الوحوش لأن الوحوش لا ترتكب الفظاعات وإنما تقتل لكي تأكل ولكي تطعم أبنائها فيما نجد بعض البشر يقتلون بلا رحمة ولا شفقة يقتلون بدم بارد لست أدري ماهي حدود المشكلة وما أصلها ونحن نعيش في زمن الغاب لست أدري حجم الجشع الذي حكم سلوك الإنسان وكيف سيطر على إنسانيتنا حتى تخطى جميع السلوكيات الهمجية والبربرية بوحشيتها وتخلفها ففي سبيل العيش أصبح الإنسان عدو لأخيه الإنسان عمي بصره وفسدت بصيرته لا أعلم سوى أنه في بقع كثيرة من هذا العالم الذي حكمه الخراب والفساد سفكت العديد من الدماء في سبيل حصول كل على مآربه التي يندد بها العديد من أبواق اللا إنسانية حيث ازداد يقيني في هذا العالم القوي يحكم والضعيف يسعى للعيش ويكتفي بالعيش تحت ظل الذل والاستبداد 

ففي سبيل الاستمرارية في هذا العالم الكئيب نسينا تماما أننا إنسان يحكمنا الحب قبل القوة تجمعنا المودة ويضمن استمرارها التعايش والتسامح لكننا لم نعد نرى للأسف سوى كائنات آدمية ونحن نبحث عن العيش استحوذ على إنسانيتنا القوة وحب التملك فقدنا البوصلة وتغيرت سلوكياتنا تجاه أنفسنا وتجاه الآخرين فمن سيوقف الإنسان من سيوقف تفاقم الكارثة الإنسانية؟!

هل الإنسان نفسه، هل من سبيل لاسترجاع القليل من الإنسانية بقلوبنا بعد أن دمرتها أيادينا وتورطت بجرمها ضمائرنا!

خلاصة القول

إن الانسانية وتقدمها تتجلى في كيفية الحفاظ على أرواح البشرية من الموت والدمار والحرص على ضمان العيش لجميع الأفراد بسلام وتسامح وأمان.

لنسقي إذا وردة إنسانيتنا ونزرع بذورها بعقول صغارنا الخصبة، لنعلمهم أن قيمة الإنسان في مدى احترامه للغير لعلنا نقترب من الإنسانية من جديد فشوك الورد لا يؤذي الورد لكي ينمو فكيف للإنسان أن يؤذي إنسانا من أجل عيشه!، ليت هؤلاء يتعظون ويعودون إلى البقية الباقية من إنسانيتهم ليرحموا الآخرين ويتمثلوا برحمة خالق هذا الكون التي وسعت كل شيء.

إعداد إزدهار رحمو

اقرأ أيضا: 8 أسباب لانتشار الأخبار الكاذبة على الانترنت وصفحات التواصل الاجتماعي

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق
  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. نعم للأسف زماننا قلت فيه الانسانية

    ردحذف

إرسال تعليق

* نهتم بمشاركتنا رأيك في الموضوع

التنقل السريع