الفرعون المصري الذي بقي قبره صامداً دون تلف أو سرقة
لأكثر من ثلاثة آلاف سنة.
من هو توت عنخ أمون:
هو أحد فراعنة الأسرة الثامنة عشر وهو ابن الملك أخناتون، حكم مصر ما بين سنة 1334 - 1325 قبل الميلاد، وتوفي بعمر التاسعة عشر تقريباً، وكان سبب موته بحسب آخر الأبحاث إصابته بمرض الملاريا ومضاعفات كسر في الساق وبعض الأمراض الوراثية، ولو أن بعض الباحثين الآثاريين والمؤرخين يرجحون أنه أغتيل.
لم تكن شهرة هذا الفرعون بسبب انجازات تتعلق بالحروب أو العمران خلال فترة حكمه القصيرة نسبياً، بل كانت بسبب قبره الذي اكتشف بالكامل دونما تلف أو سرقة.
قبر توت عنخ آمون:
يقع قبر توت عنخ آمون في مقبرة وادي الملوك بالأقصر (طيبة قديماً) وهي عاصمة أغلب الفراعنة آنذاك.
اكتشف قبره في عام 1922 من قبل عالم الآثار البريطاني هاوارد كارتر وفريقه، ويعد هذا الحدث الأثري أحد أهم الاكتشافات في العالم.
-كان العمل في بناء قبر الفرعون يستغرق عشرات السنين، ويبدأ عادة بعد أيام من تنصيبه ملكاً لمصر. فالعمال يستعملون الأدوات البسيطة كالمطرقة والأزميل لحفرالأخاديد ونحت وبناء حجرات الدفن.
إن السبب الرئيسي لبقاء قبر توت عنح آمون بحالة جيدة هو بناء قبر فرعون آخر فوق قبره، الذي أدى إلى انسداد الدهاليز المؤدية إلى قبر توت عنخ آمون وبالتالي لم يستطع سارقي القبور القدماء الوصول إلى حجرة الدفن.
كان عالم الآثار هاورد كارتر أول من يدخل القبر منذ أكثر من 3000 سنة والتي تحتوي على تابوت الفرعون وأغراض أخرى غاية بالأهمية والجمال.
المومياء:
تقع مومياء الفرعون ضمن صندوق خشبي كبير عليه نقوش ذهبية، يحتوي بداخله صندق ثاني مزخرفاً بنوقوش مذهبة، يحتوي بدوره على صندوقاً ثالثاً مطعماً بالذهب، يحوي بداخله تابوت حجري غطائه منحوت على شكل تمثال لتوت عنخ آمون، تحت هذا الغطاء يوجد التابوت الذهبي الرئيسي الذي كان منحوت على هيئة تمثال للفرعون وكان هذا التابوت يضم بداخله أيضاً تابوتين ذهبيين آخرين على هيئة توت عنخ آمون، وبداخل التابوت الذهبي الثالث توجد مومياء توت عنخ آمون ملفوفة بطبقات من الحرير، التي تغطي جثة الملك الشاب وهو بكامل زينته من التاج والخاتم والقلائد والعصا وكلها من الذهب.
أهمية كنوز توت عنخ آمون المكتشفة:
ترجع الأهمية لعدد من الأسباب تجعل من قبر الملك توت عنخ آمون محط أنظار الكثير من علماء الآثار والباحثين والمهتمين:
- فالقبر المكتشف يعد أكمل كنز ملكي عثر عليه في مصر بل والعالم، فهو يضم 385 قطعة أهمها القناع الذهبي المذهل، وثلاثة توابيت على هيئة إنسان، أحدها من الذهب الخالص واثنان من الخشب المذهب، وكرسي العرش وهو الوحيد الذي وصل لنا من حضارة الفراعنة. بالإضافة للعديد من أمتعة الحياة اليومية كالدمى والألعاب، ومجموعة من أثاث مكتمل، وأدوات ومعدات حربية، وتماثيل للأرباب تتعلق بشعائر دفن الملك، وبوقين أحدهما مصنوع من الفضة وهو الأشهر والآخر من النحاس، ورأس البقرة المذهبة.
- هذا الكنز الكبير يوضح للباحثين والمؤرخين الكثير عن كيفية دفن الملك وتجهيز القبر لاستقباله، ومن ثم الاجراءات المتخذة في محاولة للحفاظ على المومياء بشكل خاص والمقتنيات الأخرى بشكل عام.
- إن هذا الكشف الأثري قدم الكثير من المعلومات عن إحدى أهم الأسر الفرعونية وهي الأسرة الثامنة عشر التي ينتمي إليها توت عنخ آمون والتي اشتهرت بحملاتها العسكرية في الشرق الأدنى وتوسيع علاقاتها التجارية وتطوير الحرف والفنون.
- من هذه المجموع الكبيرة من المقتنيات الشخصية للتوت عنخ آمون استطاع الباحثون أن يعرفوا الكثير من تفاصيل حياة الملك الشاب مثل حبه للصيد، وعلاقته مع زوجته التي يعتقد بأنها إحدى أقربائه، بالإضافة لمعرفة أهم انجازاته، ومعلومات عن حاشية القصر الملكي.
* بقي أن نذكر أن مومياء الملك وأغلب مقتنيات القبر موجودة اليوم في المتحف المصري بالقاهرة، وبعضها ما يزال في متحف الأقصر القريب من مقبرة وادي الملوك، والبعض الآخر مهرب إلى خارج مصر للأسف.
اقرأ أيضاً: ذكرى الانتهاء من بناء برج إيفيل
رائع
ردحذفتم.. شكرا على العلومات
ردحذفتم
ردحذف