السلوك بين القوامة والانحراف .. |
وكثيرا ما يلقى على مسامعنا بأن هذا الانسان (غيور، محب، جبان، شجاع، مخادع، حسود...الخ) هذه الصفات كلها تدخل في معايير تسمى الانحراف أو القوامة.
والانحراف هو: السلوك غير المحبب أو غير المقبول عند سائر الناس.
أما القوامة: هي السلوك المحبب والمقبول عند سائر الناس.
ما هي حقيقة الانحرفات والقوامات للانسان؟
وما هي حقيقة الصفات (الكبر والحسد والغرور والحب والغيرة....الخ)؟ وما هي مصادرها؟
دائما نسمع بكلمات مثل (غريزة، فطرة، طبيعة) ماذا تعني؟ وماعلاقتها بالسلوك؟
دعونا نبحث أولاً عن حقيقة الغرائز:
نشأ لفظ الغريزة من معنى الغرز وهي دخول شي بشيء آخر بصور كاملة راسخة مثل (غرز المسمار بالحائط)، وتعني القوى الراسخة في طبيعة الانسان بصورة لايمكن انفصالها عنه.
وكلمة الغريزة ترادف ألفاظ الطبيعة والفطرة والبنية ولكن لفظ الغريزة أقواها دلالة على المعنى المقصود.
فإذا عرفنا حقيقة الغرائز سهل علينا معرفة الانحرافات والقوامات ودورها في إضلال أو نجاح البشر.
والعقل هو المسؤول عن تنظيم وظهور أو كتمان هذه الغرائز. والمجتمع ينظر إليها إما بنظرة إيجابية أو نظرة سلبية، ويعود هذا إلى طبيعة وثقافة المجتمع، واليوم سنتكلم عن أهم هذه الغرائز بموضوعية.
أولاً: الغريزة الجنسية
عادة يطلق عليها الغريزة الحيوانية وغالباً مايدينها المربيون ويقومون بذمها والنهي عنها وتهديد من يتجاوب معها، وتسبب الهلع للمجتمع مع أنها عامل الاخصاب ولولاها لانقطع النسل وانتهت الحياة، فهم يشعرون بأنها تسبب لهم المشاكل ولكن هذا التفكير ناتج عن عادات وتقاليد للمجتمع لذلك يجب تشغيل وتحريض العقل لضبطها والسيطرة والتحكم بها عن طريق الردع الأخلاقي والديني الذي يساعد على العمل بهذه الغريزة بشكل صحيح ومناسب لتكون قوامة للبشر وليس ضلال.
ثانياً: غريزة الخوف من الموت أو البقاء على قيد الحياة
إن غريزة الخوف من الموت وحب الحياة هي الطريق لبقاء الانسان، فلولا الشعور بالخوف من الموت لما كان سلوك الدفاع عن النفس بحالات القتل وغيرها، وما أحسسنا بمعنى الخطر.
فالخطر هو مايهدد حياتنا مثال: (في حال انسان كان في غابة وهاجمه حيوان مفترس فإن غريزته وهي الخوف من الموت وحب البقاء تحرك لديه الشعور بالخوف مما يدفعه لسلوك الدفاع عن حياته ومقاومة الحيوان المفترس وقتله قبل أن يقتله).
ثالثا: غريزة حب التفوق والنجاح
وهذه الغريزة مذمومة وممدوحة بنفس الوقت، فتكون ممدوحة عندما يكون للانسان طموح يسعى لتحقيقه وينوي مساعدة مجتمعه من خلاله، وتكون مذمومة عندما تكون أنانية تهدف إلى استغلال المجتمع لتحقيق ما يريد صاحبها.
ولكنها في كلا الحالتين هي عامل من عوامل التطور في الحياة، والكل يشجع التنافس (في العلم والصناعة وغيرها..) الذي يجب حمايته من الاحتكار لنصل إلى الأفضل من خلال نشر هذا التفوق والنجاح ليتممه من بعده الآخرين.
- وبذلك نعلم أن كل الغرائز لها جانبان جانب ممدوح وجانب مذموم، فموقع حدوثها وطريقة التعبير عنها بالسلوك هو من يحددها فيما اذا كانت غريزة ممدوحة أو مذمومة.
وهنا نعلم بأن غرائزنا هي أساس للشعور والسلوك وهي ملك لنا وسلوكنا هو من يعبر عنها عن طريق العقل، فتوقف برهة للزمن وانتبه لسلوكك في تعبيرك عن غرائزك وهل هي تستحق أن تمدح أو تذم.
وننوه بأن الحدث المفاجئ سواء كان جيد أوسيء، فلن يكون للعقل الواعي نصيب من تحكمه بالسلوك وسيكون هذا السلوك ناتج عن العقل اللاواعي بدوافع من غريزته النابعة من أعماقه.
إعداد عيوش رحمو
يمكنكم متابعة موضوع التواصل اللا عنيف.. هل تستخدمه في علاقاتك الاجتماعية؟
تك
ردحذفOk
ردحذف