القائمة الرئيسية

الصفحات

   
كسر القلوب - أوراق مجتمع

كسر القلوب

حياة الانسان مجموعة من اللحظات منها لحظات سعيدة ومنها ما هو غير سعيد، وما يمر به المرء من ظروف عصيبة وبلاءات ومحن تظهر فيها صفاته الحقيقية وقدراته الكامنه، ويحتاج لمواجهتها نفساً مطمئنة وعقلاً راشدة وفكر رشيد، سواء كان فرد أم كانت أمة، فاليابان التي قهرت في الحرب العالمية الثانية بفعل القنابل الذرية لم تركن لتلك النتيجة المأساوية بل دفعها ذلك كأمة إلى التقدم في مجالات لم يعيرها أحد اهتمام، بل اعتبرها الغرب مجالات مهملة كالصناعات الخفيفة ولعب الأطفال قفذت العالم بها، وبنت قوتها الاقتصادية على أساسها.

التغلب على الظروف السيئة:

انكسار القلب كلمة صغيرة للتعبير عن معنى عميق، وصدور الاساءة من البعض لبعضهم الآخر هي أمر وارد، فنحن بشر معرضون للتنازع واحتداد الانفعالات، وقد تبدر من أحدنا أقوال أو أفعال تجرح القلوب وتؤلم النفوس، سواء كان بقصد أو بغير قصد، ويعد حزن وانكسار القلب من المشاعر الخمسة التي أقرها العالم النفساني "بول إكمان" وهي (السعادة والحزن والغضب والدهشة والخوف) وغالباً ما يكون الحزن وانكسار القلب بسبب فقد شيء ما أو موت شخص عزيز على النفس أو ناتج عن الاساءة من غريب أو من أقرب الأقربين، ومن أشد ما يكسر القلوب ويؤلم النفوس بعد الإيذاء المادي هو الإيذاء المعنوي.

ارسم دوائرك الاجتماعية:

عندما تشعر بالانكسار تحتاج أشخاصاً يمكنهم ادخال الايجابية في حياتك، تقرّب إلى الأشخاص الذين سيساعدونك على الخروج من خندقك بحيث يمكنك الحصول على منظور جديد للحياة. إننا نخطئ كثيراً عندما نصر على وضع جميع علاقاتنا في سلة واحدة، فالبعض يضع كل الناس في مرتبة واحدة، ومن هذه الناحية قد يتسبب في كسر قلبه قريب مقرب أو عابر طريق لا يعرفه وهذا خطأ عظيم وفادح، من أجل هذا اجعل لنفسك دوائر متعددة من العلاقات الاجتماعية منها العام ومنها الخاص ومنها الأشد خصوصية لتنزل كل عند قدره ومقداره في غير تهميش أو مغالاة.

دعها ترحل:

دع الأحزان ترحل، فقلبك ليس مقبرة للأحزان، إن التمسك بعناد بالحوادث المؤلمة في الماضي ليس مفيداً، دع عقلك يترك الماضي السيء بحيث يمكنك التحرك في حياتك، وتذكر أنك لا تفعل ذلك من أجل الآخرين ولكن لنفسك حاول التفكير في بعض الأمور الأخرى والتي تأخذك بعيداً عن الشعور بالحزن والانكسار فلست مضطر لاثبات حقيقة حزنك للآخرين، قال الإمام الشافعي رحمه الله (ولا تجزع لحادثة الليالي فما لحوادث الدنيا بقاء، فلا حزن يدوم ولا سرور ... ولا بؤس عليك ولا رخاء ولا ترِ للأعداء قط ذلا ًفإنه بشماتة الأعداء بلاء).

انتظر النهايات السعيدة:

معتقداتك وقيمك هي التي تحدد فعلك تجاه الأحداث بغض النظر عما يحطك من عوائق وعقبات، فلا تنظر إلى الجانب المظلم من الأشياء فقد يجد الشخص في كل محنة منحة، وقد يبحث آخر عن حل لكل مشكلة، فالحياة رواية جميلة عليك قراءتها حتى النهاية. لا تتوقف عند سطر حزين فقد تكون النهاية جميلة، فلا نستطيع أن نمنع طيور الحزن من أن تحلق فوق رؤوسنا ولكن بإمكاننا أن نمنعها من أن تستوطن بها، إن القلوب إذا تنافر ودّها شبه الزجاجة كسرها لا يجبر فإياك أن تستهين بكلمة تقولها هزلاً فلربما تقتل سامعها وأنت لا تدري، بعض الكلمات كالرصاصات أو أشد فتكاً، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل يتكلم بالكلمة ما يلقي لها بالاً يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب)، فالحذر من عثرات اللسان وزلاته، فكر في كلامك قبل قولك وتصرفك قبل فعلك، فبين كسب القلوب وكسرها خيط رفيع يسمى الأسلوب، فلا تكسر أبدأ كل الجسور فلربما احتجت بعضها يوماً للرجوع.
إعداد ازدهار رحمو


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

3 تعليقات
إرسال تعليق
  1. موضوع رائع ......رائعة ومبدعة دائما تمنياتنا لك بالتوفيق والنجاح آنستنا الكريمة

    ردحذف
  2. بالتوفيق غاليتي حماك الله

    ردحذف

إرسال تعليق

* نهتم بمشاركتنا رأيك في الموضوع

التنقل السريع