القائمة الرئيسية

الصفحات

10 استعمالات مؤذية اجتماعياً لتطبيقات التواصل الاجتماعي

استعمالات تضر بالعلاقات الاجتماعية

   إن انتشار صفحات وتطبيقات التواصل الاجتماعي الهائل بين الناس أدى إلى تغير واضح في ثقافة المجتمعات وطرق عيشها وتفكيرها وعملها.
وللأسف هذا التغير لم يكن إيجابياً خالصاً بل كان سلبياً بمعظمه، وأصبحنا نتدخل فيما لا يعنينا، ونعرف بعضنا البعض أكثر مما ينبغي لنا.
لقد تعددت استعمالات تطبيقات التواصل الاجتماعي (أبرزها: فيسبوك، واتس آب، يوتيوب، تويتر، انستغرام، تيلغرام...) ، مثل التواصل مع الأقرباء والأصدقاء، ومتابعة المشاهير، ومشاهدة مقاطع الفيديو للتسلية والتعلم والتعليم، والترويج الإعلامي، ومتابعة الأخبار، وإنشاء مجموعات العمل والأصدقاء والجمعيات..إلخ. وأغلبنا تعلم وأتقن كيفية استخدام هذه التطبيقات والتفاعل معها من خلال التعليقات والإعجابات والمتابعة والإضافة والمشاركة والحظر والتنويه ... إلخ.
ما يجري اليوم في مجتمعاتنا العربية وربما حول العالم أننا بتنا نستخدم هذه التطبيقات المتعددة في استعمالات مؤذية على جميع الأصعدة وأصبحنا منغمسين بآفات هذه التطبيقات أكثر مما نعتقد، ونستعمل عادة طرق غير مباشرة للتعبير عن مشاعرنا وما نكنه للآخرين. 
إن هذه الاستعمالات المؤذية اجتماعياً قد زادت الطين بلّة أي زادت مصيبتنا في أنفسنا أي زادت مشاكلنا الاجتماعية بدءاً من العائلة وأحياناً تمتد لتصبح مناطقية أو عشائرية أو طائفية...

عشرة استعمالات لتطبيقات التواصل الاجتماعي تضر بالمجتمع

1- التلميح:

القصد من التلميح هو كتابة بوست أو تعليق أو مشاركة صورة أو بوست يصف بشكل غير مباشر أحد الأشخاص الذين قد انزعج منهم كاتب البوست سواء كان هذا الانزعاج سببه فعل ملموس رآه منه أو خبر مسموع سمعه عنه يعني قيل عن قال. يؤدي التلميح عبر الفيس بوك مثلاً إلى زيادة المشاكل والفضائح واتساع دائرة الخلاف وبالذات بعد قراءة العديد من الناس للبوست فيصبح الموضوع أكثر تعقيداً.

2- التجريح:

والمقصود به أن يرتكب أحدهم خطأ ما أو يقال عنه أنه فعل شيئاً عاطلاً، ليفاجئ بأن صفحات التواصل الاجتماعي تعج بقصة خطأه وأن ما فعله عرف به القاصي والداني والقريب والبعيد، وبالطبع أضيفت إلى قصته البهارات حتى باتت غير نكهة. ما يؤدي إلى تأزم نفسيته أو خسارته لمكانته الاجتماعية أو عمله والعديد من أصدقائه ومحبيه. والجدير بالذكر أن كاتب البوست في هذه الحالة لا يعرف عن اسمه عادةً وينشر عن طريق صفحات عامة غير صفحته الشخصية.

3- التفاخر:

هو نشر بوستات بهدف استعراض انجاز أو حدث أو ممتلكات أو إطلالة بهية، بهدف مشاركة الناس هذه الحالة من الإعجاب بالنفس أو بالحدث، غالباً ما تكتسب مثل هذه البوستات بعض الاعجابات والتعليقات المنافقة (غير الصادقة). 
مثل هذه البوستات تنمي مشاعر ونظرات الغيرة والحسد بين الناس.

4- الاستفزاز:

يقوم كاتب البوست باختيار كلمات وعبارات تؤذي المستهدف بمجرد قرائتها، بهدف استدراجه للمبادرة برفع وتيرة الخلاف بينهما حتى يبدأ بالشتائم، وبذلك يظهر كاتب بوست الاستفزاز بمظهر المؤدب الذي انهالت عليه الشتائم!، ويعطي لنفسه ذريعة بالرد على تلك الشتائم أمام الناس.

5- السخرية:

كثيرة جداً جداً، أصبحت نهج لدى الكثير من الناس، وتجاوزت حدود الأدب، واحترام خصوصية الناس. كاتب البوست غالباً لا يراعي الضوابط الأخلاقية والشرعية، ويهدف إلى نشر البوست لاكتساب الشهرة والأموال، وهو يعول على سذاجة المشاركين والمقلدين لهذا البوست والذين لا يفكرون بأنهم مشتركين أيضاً في الخطأ الأخلاقي والإثم وما يسببونه من أذى للناس الذين يظهرون بالفيديو أو الصورة!. 

6- نشر التفاهة:

نقصد بها كل بوست كتابي أو فيديو أو صوت يحتوي على مادة من دون أي قيمة أو إبداع بل يحتوي على الشناعة والدناءة، يهدف ناشرها إلى إثارة الغرابة أو النشاز والشذوذ، ظناً منه أنه قد أثبت للناس عن مدى ظرافته ومواكبته للحضارة، وللأسف فإن هذا المحتوى يستقبله عدد لا بأس به من الناس بلهفة وبالذات الأطفال والمراهقين، والشيء المحزن أن هناك جهات سواء دول وأحزاب وشركات وأشخاص تدعم انتشار مثل هذا المحتوى في عالمنا العربي وتضخ عليها الكثير من الأموال. فكم من أغاني ومسلسلات وفيديوهات تحاصرنا عبر الشاشات في منازلنا أو الطرقات وأماكن العمل. والجدير بالذكر أن معظم الأجيال الجديدة تقوم بنشر التفاهة من دون شعور وذلك بسبب تلقينها التفاهة منذ صغرها عبر الشاشات (تلفاز، موبايل، فيديوهات، راديوهات..) وبذلك فهم لا يشعرون عند مشاركتهم للبوستات التافهة بثقل هذه التفاهة.

7- نشر الجهل:

هناك نوعين لناشر هذا البوست، أولهما يتعمد نشر الخرافات والتحريفات والمعلومات المغلوطة، وهدفه بث الجهل عمداً بين المجتمعات ليزيد في انحدار مستواها الحضاري إلى الحضيض، ويكون هذا الناشر حاقداً يعمل لوحده أو ممولاً يعمل لجهات حاقدة.
أما النوع الثاني من الناشرين فيكون ساذج يصدق كل ما يراه على الشاشات ونيته بالنشر طيبة وصادقة ظناً منه أنه ينشر ما يفيد الناس، وللأسف فإن النوع الأول يعول على النوع الثاني في ازدياد أعداد المتابعين لهذه البوستات.

8- نشر الكذب:

أيضاً البوستات الكاذبة تحتمل أن تكون متعمدة أو بريئة (منقولة بسذاجة)، فهي كبوستات الجهل، ولكنها أكثر استعمالاً حتى أن كبار القوم يستعملونها لإطلاق وعودهم الكاذبة وكسب الناس لصفهم. وحجم الكذب المنتشر في الفيس بوك هائل، وهنا نحيي ما تقوم به بعض الصفحات من جهود جبارة في مكافحة الأخبار الكاذبة والاشاعات مثل منصة فتبينوا

9- نشر الرذيلة:

هذه البوستات تهدف لنشر المحتوى الفاجش والجنسي في المجتمعات العربية وغيرها بهدف انحدار الاخلاقيات بشكل عام، ما يؤدي إلى مكاسب مادية وسياسية كبيرة جداً لصناعها. وناشري هذه البوستات هم صنفان إما يعملون لصالح الجهات التي تود إلحاق الضرر بالمجتمعات المستهدفة، أو أفراد من المجتمعات المستهدفة نفسها دفعتهم حماقتهم لتقليد الناشرين الأصليين من دون تفكير بحثاً عن التميز والجرئة أو لمجرد تقليد الغرب (التقليد الأعمى).

10- النصب:

هذه البوستات تكون غالباً ذات طابع تجاري صريح أو مبطن، فالصريح يكون دعاية لسلعة تجارية سيئة الصنع ولكن تصميم البوست وألوانه يظهرها بمظهر جذّاب، أما المبطن فيكون البوست غالباً ذو طابع ديني يختتم بطلب لمشاركته لأجل أن يكسب المشارك منه الحسنات أو أن ينجو من العقاب...

ولا شك أن هناك العديد من الآفات التي جاءت بها هذه التكنولوجيا اليوم، ونقول أن الخلل ليس في تطبيقات التواصل الاجتماعي نفسها وإنما الخلل يكمن في طريقة استخدامها،  حتى باتت تتحكم بنا أكثر ما نتحكم بها.
الجدير بالذكر أن هناك العديد من الفوائد والمكاسب النظيفة قدمتها هذه التكنولوجيا سواء على صعيد تعزيز العلاقات العائلية والتواصل مع الأقرباء والأصدقاء المغتربين أو في مجال الأعمال والتجارة... 


يمكنكم أيضاً متابعة موضوع

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع