القائمة الرئيسية

الصفحات

التغيير

التغيير

لاشك أن التغيير يحدث على مدار اليوم والساعة الماضي القريب قبل البعيد فلقد شهد العالم العديد من التغييرات، فلننظر فقط للتغييرات المتلاحقة التي حدثت في عالم الأجهزة التقنية مثل السيارة والتلفزيون والكمبيوتر والمحمول والتي لم يطل بها العهد مقارنة بالبشر الذين ربما ظهروا في الأرض كمخلوقات تتغير وتغير. ومن ناحية أخرى فالننظر إلى مخلوقات الله فوق الأرض ونسأل أين ذهبت الديناصورات ولماذا انقرضت خصوصا وأنها كانت تحيا جنبا إلى جنب مع الثديات؟، انقرضت الديناصورات لأنها قاومت التغيير لكن الثديات بقيت فالتغيير هو سنة الحياة وهو مطلوب لتحقيق الأهداف.

وهناك طريقتان للتعامل مع التغيير:

- الأولى طريقة رد الفعل وذلك بالتحرك عندما يتوجب الأمر ذلك.
- والثانية طريقة الاستباق وذلك بالتحرك عبر التخطيط لجلب التغيير في حينه أو أبكر، وذلك من أجل التقدم والرقي وإدامة الخير والرفاهية. فعلى سبيل المثال المعلم أو المدير الذي يملك تجربة ما مع التغيير ويعرف بعض العناصر التي ساهمت في نجاح التغيير الذي أحدثه في المدرسة ذات مرة بل ويعرف المعوقات التي اعترضت طريقه ويعرف كيفية التغلب على تلك المعوقات.
تتمثل بعض المعوقات في نقص المعلومات أو وجود معلومات خاطئة وفي الخوف من الفشل والخوف من المجهول لأن التغيير دائما يقود إلى عوالم جديدة، وتوجد صعوبات أخرى تأتي متمثلة في المؤسسة التربوية من معلمين وإداريين وطلاب وآباء ممن ليس لديه الرغبة في التغيير أو التجريب وبعضهم صار أسيرا لعادات راسخة من الصعوبة زحزحتها، والبعض الآخر يرى في التغيير القادم مصدر تهديد لوضعه المستقر، خصوصا إذا كان له علاقة (بمركز السلطة). وعليه نقول إن التغيير إنما يأتي من الناس بالدرجة الأولى ومن الثقافة السائدة بينهم.

لماذا يرفض بعض الناس التغيير:

إن أول ما تسمعه من الناس هو أعذارهم وراء رفض التغيير، فالبعض يعتقد بعدم وجود وقت للتغيير وأن الأسلم هو الانتظار، والبعض الآخر يطلب منك النظر إلى الواقع والاعتراف بعدم الجاهزية، فالغالبية دائما تستنكر التغيير بالقول أن المدرسة تسير على هذا النهج المطلوب تغييره اليوم عهودا طويلة.
في الواقع إن الناس تخاف من التغيير وتتمسك بالقديم ليس حبا في القديم أو كرها للجديد، إنما المخيف بالنسبة لهم هو الطريق بين القديم والجديد هذه المسافة تبعث الخوف والقلق والتوتر.

نظرية الابتكار:

إن من المهم لإحداث التغيير نشر نظرية الابتكار والتي باتت معروفة على نطاق واسع في الأوساط العلمية، فالتغيير هو تقديم الجديد المبتكر وغير المألوف، وتعتمد نظرية الابتكار على التركيز على فئة صغيرة من أفراد المجتمع والقيام بشرح فكرة التغيير المطلوب لهم والحقيقة أن الإيمان عنصر قوي من عناصر نجاح التغيير، لكنه وحده لايجدي فتيلا فالإيمان يشبه الشرارة التي ستشعل الحريق في كومة القش فالإيمان في قلب من يريد التغيير هو الذي يلهم صاحب التغيير الرؤية الصالحة والصبر على الطريق الذي سيكون محفوفا بالصعاب، فالحياة تستمر بالتغيير والتغيير إذا حتمي. وإذا حصرنا حديثنا عن المدارس نرى بكل وضوح أن كل العاملين فيها إنما تدور أعمالهم كلها حول إحداث التغيير كل في دائرته الصغيرة، أما التغيير الشامل للمدرسة كلها فيحتاج إلى معرفة تامة واشتراك الجميع في تبني الرؤية بالإضافة إلى قيادة قوية مدعومة من أصحاب الشأن من خارج المدرسة مثل الآباء والخريجيين وغيرهم من الداعمين وأخيرا سواء كان التغيير فرديا أو جماعيا فإن الخطوة الأولى نحو التغيير الفعال هي الوعي الكافي.
ومن أهم خطوات التغيير والنجاح التخلص من جراثيم التعليم، يقول الأب الروحي للتعليم الفنلندي الدكتور (باسي سالبرغ) إن اول خطوة اتخذتها فنلندا للنهوض بالتعليم هي التخلص من الجراثيم ... الجراثيم !! وهل للتعليم من جراثيم ؟؟!!، هذا ما تراه فنلندا ويبدو أنها حددت الوصف الصحيح للأساليب التي يجب على التعليم أن يتخلص منها..

وهي في نظره ستة جراثيم وهي كالآتي:

الجرثومة الأولى:

 كثافة المواد إنها إحدى أهم الجراثيم التي يتصف بها تعليمنا وفق قاعدة التعامل مع الطالب بالكم وليس بالكيف.

الجرثومة الثانية:

 إطالة ساعات الدوام وتعني إنهاك الطالب ذهنيا وإرهاقه جسديا مما يتسبب في ضعف التركيز لديه.

الجرثومة الثالثة:

 هي كثرة الاختبارات والامتحانات لقد فعلوا خيرا بإبعاد الطالب عن شبح الامتحانات.

الجرثومة الرابعة:

هي الدراسة المنزلية وكثرة الواجبات وحلها وعمل الأنشطة في البيت حيث ترى فنلندا أن للطالب الحق في الاستمتاع بوقته خارج وقت المدرسة.

الجرثومة الخامسة:

الدروس الخصوصية، والتي تزيد من وقت التزام الطالب بالدراسة خارج أوقات الدوام المدرسي.

الجرثومة السادسة:

المواد المعقدة التي لا ينتفع منها الطالب لأنها لا تنفعه في واقعه أو في ميوله واتجاهاته، (المعرفة المعزولة) وتعني المعلومات التفصيلية التي لايتداولها إلا أصل التخصص الدقيق.
هذه الجراثيم تخلصت منها فنلندا فتصدرت العالم في قائمة أفضل الأنظمة التعليمية وحاز طلابها المراكز المرموقة عالميا وتسابقت الدول لتحظى بالاستفادة من تجربة التعليم الفنلندي.
فهل سنتخلص نحن أيضا من هذه الجراثيم ؟؟؟
على مايبدو أن القائمين على التعليم في البلدان العربية لا يوجد عندهم إطلاع على تجارب بقية البلدان.

إعداد إزدهار رحمو



هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. فعلا التغيير يخيف بعض الشيء قبل البدء ولكن بمجرد ما بدء المرء بالتغيير وإن كان يؤمن به حقا فسوف يستمتع بكل خطوة يخطوها لنجاح هذا التغيير

    ردحذف

إرسال تعليق

* نهتم بمشاركتنا رأيك في الموضوع

التنقل السريع