السكن مع العائلة بعد الزواج ما بين الايجابيات والسلبيات، وهل هو أحد أسباب فشل العلاقات الزوجية؟
الزواج في بيت العائلة له ايجابيات متعددة، أهمها توفر حياة اجتماعية داعمة للأسرة الجديدة، فالسكن مع العائلة يشكل جواً اجتماعياً جيداً للزوجين والأبناء، وإن وجود الأحفاد في أسرة يكون فيها الجد والجدة على قيد الحياة يمثل قوة نفسية للأطفال ويتيح لكبار السن أن يقدما الدعم والخبرات للأم في تربية الأبناء، ولما كان أهل الزوج هم أقرب الناس إليه وأكثرهم دراية بطباعه وأقدرهم على فهمه لذلك فهم أفضل من يساعد الزوجة الجديدة على تفهم زوجها وعلى حل المشكلات التي من الطبيعي أن تتعرض لها في بداية مشوار الحياة الزوجية. كما أن السكن مع العائلة يسمح بمشاركة الأبناء وزوجاتهم والأحفاد في مسؤولية ورعاية الوالدين المسنين بحيث تتوزع المسؤولية وتصبح في حدود الطاقة وهذا لا يتوفر بالطبع في الأسرة المحدودة التي يكون مطلوباً من أحد الأبناء أن يتحمل مسؤولية والديه كاملة.
السلبيات المتوقعة:
يمكن أن يكون الزواج في بيت العائلة مقدمة لمشاكل كثيرة، والمشاكل عادة تنتج من غياب الحدود الواضحة للخصوصية بين الزوجين، وإذا غابت مثل هذه الحدود فإن المشاكل قد تنتج من تدخل الأهل.
وقد تنتج المشاكل أيضاً إذا كانت زوجة الابن جاءت من نمط معيشي يخالف تماما النمط الذي يعيش فيه أهل زوجها مما يؤدي إلى عدم قدرتها أحيانا على التأقلم مع البيئة الخاصة لأسرة الزوج من جهة وعدم القدرة على التحاور والتعايش مع أفراد الأسرة من جهة أخرى، وخاصة أم الزوج وأخوته، وفي هذا الجو الأسري الجديد ينبغي لكل من الطرفين أن يرفض السلبيات التي تأتي من مجتمعه تجاه الأخر ويحاول السيطرة عليها بطريقة ما، أو التخفيف من تأثيراتها السلبية من أجل أن لا يتضرر الأخر في عواطفه أو أوضاعه.
ويؤكد الخبراء أن فشل العلاقة الزوجية بدعوى عدم التفاهم مع أهل الزوج يعود لمستوى وعي كل من الزوجين وقدرتهما على التعامل معها، فمسؤولية كسب ود الأهل تقع على عاتق الزوجين أولا وطريقة تعاملهما مع بعضهما البعض ثم مع الأطراف الخارجية.
حتى نتجنب المشاكل نحتاج إلى استراتيجية لإدارة الاختلافات بين أفراد الأسرة الكبيرة وقوام هذه الاستراتيجية (التفهم والتقبل) فإذا توفرت هذه الشروط يمكن أن تكون للحياة في بيت أهل الزوج إيجابيات متعددة.
إذاً الزواج مسؤولية لا يستهان بها:
الزواج هو الاستقرار وهو الحالة الاجتماعية التي تصبو إليها المرأة لتنتقل إلى مرحلة جديدة من حياتها توفر لها ولزوجها الأمان والاستقرار النفسي، وعندما تنتقل المرأة من حالة اجتماعية أفضل إلى أسوء منها فهذا ينفي الهدف المنشود من الزواج وتحدث المشكلات وتكثر قضايا الطلاق في المجتمع.
الاتفاق والتفاهم أساس الزواج:
يمثل الاتفاق على أمور الزواج اللبنة الأساسية لصمود الزواج طيلة حياتهما، فإذا وافقت المرأة على العيش مع الزوج في سكن أهله بدايةً حتى تتحسن ظروف زوجها المادية، فهذا اختيار حر من المرأة فإما أن تقبل وتعي جيداً ما يمكن أن تسببه نتيجة اختيارها في المستقبل.
وفي كل الأحوال نصيحتنا الأولى والدائمة هي التحلي بالهدوء والصبر والذكاء في التعامل.
إعداد إزدهار رحمو
اقرأ أيضا: لا تنشىء أبنائك ليكونوا ضيوفاً في بيتك (لا تصنع عاجزاً)
إبداعاتك آنسة ازدهار كلامك صح والله ����
ردحذفشكرا
حذف