أحياناً في أوقات فراغه قد يتكرم في الجلوس مع بقية أفراد أسرته مع حمله لهاتفه الجوال الذي لا يفارقه ليظل حاضراً قريباً من أصحابه الذين يقضي معهم جل وقته.
هل في منزلنا ضيوف أم هم عاجزون!!
الذي نتحدث عنه في هذه المقالة لا يساهم ولا يشارك في أي مسؤولية في البيت ولو بالشيء القليل، يترك المكان في فوضى، ويغضب إن لم يعجبه العشاء، وإن رأى في البيت ما يستوجب الإصلاح أو الترتيب أو التبديل يمر بجانبه وكأنه لم يرى شيئاً.
فكرت في ما أراه حولي وتوصلت لنتيجة واحدة:
أظن أننا نجحنا في خلق جيل معاق نعم جيل معاق وبتفوق!
لدينا الآن جيل معظمه يتصرف وكأنه ضيف لا يساعد ولا يساهم ولا يتحمل أي مسؤولية، ويبقى الأب والأم تحت وطأة المسؤوليات عن البيت حتى مع تقدم العمر وضعف الجسد، فالوالدان لا يريدان أن يتعبوا الأولاد.
تقدير وتحمل المسؤولية تربية تزرعها أنت في أولادك، لا تخلق فيهم فجأة ولا حتى بعد الزواج، لأنهم بعد الزواج سيحملون الثقافة التي اكتسبوها من البيت الذي تربوا فيه، وأي ثقافة تلك، ثقافة الإعاقة..، الاتكالية وبالتالي جيل لا يُعتمد عليه أبداً في بناء بيت أو أسرة أو تحمل مسؤولية زوجة وأولاد.
عزيزي ولي الأمر:
إن تعود ابنك أو ابنتك على تحمل بعض المسؤوليات في البيت يساعد في بناء شخصيته وبناء جيل مسؤول اجتماعياً، تحمل المسؤولية يجعلهم أقوى ويعينهم على مواجهة ما سيأتيهم مستقبلاً، ويساعدك أنت في الاعتماد عليهم ويساعدهم في التفكير بالآخرين مما يجعلهم أقل أنانية وأكثر تقديراً وفاعلية في بيوتهم ومحيطهم ومن وظيفتهم ومجتمعهم مستقبلاً، في حين اتكالهم عليهم يجعلهم أكسل وأضعف وأكثر سطحية ولا يعدون لمستقبلهم شيء.
وأخيراً أيتها الأم وأيها الأب:
إن لم ترب ابنك على تحمل المسؤولية في منزلك ستعملة الدنيا!، لكن دروس الدنيا ستكون صادمة ومتأخرة، وأقل حناناً وأكثر قسوة منك، فأعنه عليها ولا تكن عوناً عليه فيها.
لا تنشء ابنك ا وابنتك ليكونوا ضيوفاً في بيتك، بل ربهم ليكونوا عوناً لك فاعلين في بيتك ثم بيوتهم ومجتمعهم، ونسأل الله أن يعيننا على التربية ويصلحنا ويصلح فلذاتنا.
نصيحتي إليك:
لا تفعل لطفلك شيء هو قادر على إنجازه بنفسه، لأنك تعلمه الاتكالية بدلاً من الاعتماد على نفسه، وتصنع بذلك طفلاً معاقاً نفسياً وفكرياً.
كفانا تصدير أشخاصاً للمجتمع تعتمد على (أم - زوجة - أخت - خادمة)، فالعمل وخدمة الذات ليس عيباً، والعيب هو الاتكالية يا أمهات.
كان الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز مع أصحابه ليلاً، فهبت ريح اطفأت المصباح، فقام وأشعله، قالوا: لو أمرت أحدنا يا أمير المؤمنين!، قال ما ضرني!، قمت وأنا عمر ورجعت وأنا عمر.
إعداد إزدهار رحمو
حبيبت البي الانسه ازدهار رحمو سلمت أناملك الرائعه المقالة بمنتهى الاهميه وانا كوني ام فبوافقك بكل كلمه كتبتيها
ردحذفشكرا آرائكم بتهمنا ولو في إضافات ممكن نتناقش فيها معكم
ردحذف