إن أشد الناس احتياجاً هم أكثرهم كرماً، وأشد الناس ضعفاً هم أكثرهم ثباتاً، وأشد الناس هماً وحزناً هم أكثرهم قناعة ورضا.
كثيراً ما تطرق مسامعنا مقولة فاقد الشيء لا يعيطه!، ولكن ما مدى صحتها، أو بالأصح هل هي قيمة مطلقة في كل الأحوال؟
فاقد الشيء لا يعطيه أم يعطيه!؟
إن معنى عبارة فاقد الشيء لا يعطيه أنه من لا يملك شيء لا يستطيع أن يعطي غيره هذا الشيء، وليس معنى العبارة أن من حرم شيء فإنه لا يعطي غيره هذا الشيء الذي حرم منه.
وكمثال على ذلك من حرم العطف لا يعني أنه ليس لديه خاصية العطف (لأن العطف صفة من صفات الإنسان فهو يملكها أساساً كصفة بشرية سواء منح العطف أم حرم منه).
لكل قاعدة شواذ:
أحياناً نتعامل مع مقولات وكأنها قواعد أساسية أو قوانين نبني عليها قراراتنا، فنخطأ أحياناً بحق من نطبقها عليه. من إحدى هذه التجارب إمرأة فقدت الحنان من قبل، أهلها كانت معاملة والدتهم لهم قاسية جداً فقد أذاقتهم الكثير من العذاب. وعند سؤالي لها عن السبب، أجابتني كان ذلك نتيجة لتعامل أهل والدتي معها بنفس الطريقة فلم تستطع أمي أن تتغلب على معاناتها وأن تعاملنا بشكل أفضل، أما أنا فلدي الآن أطفال وبسبب ما عانيته مع والدتي قررت أن تكون حياتي ومعاملتي لأبنائي بشكل أفضل.
((قد يمنحك أحدهم الأمل وداخله احباط، وقد يمنحك النور وداخله مملوء بالعتمة، إذاً فاقد الشيء قد يعطيه وقد لا يعطيه.))
فاقد الشيء لا يعطيه:
ففاقد الشيء لا يعطيه في الأمور العلمية والمهنية، وعلى سبيل المثال عند وضع طبيب مديراً لمستشفى فلن ينجح مثل نجاح المتخصص في الإدارة والأمثلة في هذا المجال كثيرة.
فاقد الشيء يعطيه:
وذلك إذا كان يحس ويستشعر الشيء الذي فقده، فتتكون عنده الرغبة في العطاء الذي كان يتمناه، فمن كان يفقد التقدير والثناء فإنه سيمنحه للآخرين لأنه يستشعر مدى الحاجة لذلك. لكن قد يكون الشخص يستشعر ما فقده ولكن به نزعة أنانية فلا يعطي الآخرين ما فقده، وهنا تتحقق مقولة فاقد الشيء لا يعطيه.
فعندما تفقدون المال ويرزقكم الله به ستتصدقون على المحتاجين لأنكم شعرتم بما هم يشعرون به لأنكم كنتم تعيشون ما يعيشونه هم!
لا أؤمن بعبارة فاقد الشيء لا يعطيه ففاقد الشيء يعطيه بحجم ألمه بما فقد!.
عندما تفقدون ثقتكم بمن أحببتم ستصبحون مصدر الثقة لمن أحبوكم. وعندما تشعرون بالخيبة من صديق ستصبحون وافين لأصدقائكم ومن أحببتم، وستحاولون أن لا تكونوا نقطة سوداء بحياتهم.
باختصار فاقد الشيء يعطيه، وبكل ألم يعطيه!
إعداد إزدهار رحمو
اقرأ أيضاً: المثالية - بين الأدوار المصطنعة والمشاعر غير الصادقة
تعليقات
إرسال تعليق
* نهتم بمشاركتنا رأيك في الموضوع