الحرية كلمة واسعة المعنى، فهل عبارة "أنا حر" تعني أنه لا حدود توقفني، وأستطيع أن أفعل ما أشاء في أي مكان، وفي أي زمان؟!
حدود الحرية الأربعة
في الواقع، نعم أنت حر وتفعل ما يحلو لك، لكن ضمن حدود وهي..
1- الحد الديني:
أغلبنا له دين أو مذهب ينتمي إليه، وطالما أن له دين ينتمي له فعليه اتباع تعاليمه ومنهجه وسلوكه، فعندما تتخذ قرار يجب أن لا يتعارض مع دينك الذي تنتمي إليه. وفي حال كان الشخص غير قادر على الالتزام بتعاليم ومنهج وسلوك الدين الذي ينتمي إليه لسبب ما، فعليه أن يحترم حدود دين الآخرين ممن حوله في مجتمعه.
2- الحد الأخلاقي:
الأخلاق تحتوي على العديد من السمات والصفات، والكل يتحلى بها لكن بنسب متفاوتة من شخص لأخر، وهذا يعود إلى المبادئ الأخلاقية التى تربى عليها أو اكتسبها خلال حياته، وعندما تقف برهة من الزمن عند خيارات في حياتك عليك مراعاة الحد الأخلاقي والمبادئ التي تتمسك وتعمل بها.
"مثال" شاب في مقتبل العمر يهوى الغناء والصوت العالي، فهو في كل يوم يتجول بسيارته في الطرقات رافعاً صوت الأغاني بدرجة كبيرة، فهل هذا السلوك صحيح وهل هو حر ويحق له فعل مايحلو له؟؟..
سأترك لكم النقاش في هذا السلوك..
3- الحد القانوني:
كل منا يعيش في بقعة من هذه الأرض، في دولة من دول العالم، وكل دولة لها قوانينها ودستورها الذي يحمي كافة المواطنين، لذلك عند اتخاذنا لقرار أو فعل أو سلوك علينا أن نرجع للقانون ويجب علينا أن لا نتعارض مع القانون الذي نحن تحت حمايته.
4- الحد الصحي:
كما يقال "الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراها إلا المرضى"، الكثير منا بالذات في مرحلة الشباب يكون مفعم بالحيوية والنشاط، فيعمل ويتخذ قراره دون مراجعة هل هذا الأمر يؤثر على صحته، وهل يؤثر على صحة الأخرين، وهل يمكن أن يلحق به أي ضرر أو بالأخرين؟. وكمثال على ذلك "التدخين"..
دائما عند اتخاذنا لأي قرار أو فعلنا لأي سلوك علينا مناقشته ومعايرته مع حدود الحرية الأربعة التي ذكرناها (الحد الديني - الحد الأخلاقي - الحد القانوني - الحد الصحي) ونقيسه علينا وعلى الأخرين.
ويجب أن نضع هذه الحدود نصب أعيننا وفي كل مكان نتواجد فيه (البيت، العمل، الطريق، أنفسنا..)، هذا يسهل علينا اتخاذ القرار وسلك السلوك الصحيح بعد محاكاتنا لحدود الحرية الأربعة.
تطبيق حدود الحرية الأربعة في تربية الأطفال:
كما نستطيع أن نعمل بهذه الحدود الأربعة في تربية أبنائنا منذ الصغر، مما يسهل عليهم تعلمها والعمل بها، ويؤدي ذلك على وضع ضوابط ذاتية لتصرفاتهم تسهل علينا التعامل معهم، وتسهل عليهم التعامل مع الوالدين والآخرين باحترام، الأمر الذي يعود عليهم بالفائدة ويصبحوا أكثر اندماجاً في المجتمع..
إعداد عيوش رحمو
اقرأ أيضاً: السلوك بين القوامة والانحراف
تعليقات
إرسال تعليق
* نهتم بمشاركتنا رأيك في الموضوع